الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة بعد أن تكلّمت “حيوط” ملعب رادس: يا قوم لقد قتل حمزة

نشر في  30 جانفي 2014  (20:03)

…فعلا لقد اهتزت الدنيا ولم تقعد بعد تعثر الترجي الرياضي مساء أمس بملعب رادس في الجولة الرابعة من مجموعة التتويج عند ملاقاته للنادي الصفاقسي وهو ما عسّر مهمة زملاء خليل شمام فيما تبقّى من عمر السباق وجعل مطاردة اللقب أشبه ما يكون بالمعجزة الكروية في حال تحقّقها.
وبعيدا عن كل أنواع القراءات والتخمينات بخصوص هوية البطل المرتقب، فاننا سنخوض عبر هذه المساحة من موقع الجمهورية في تفاصيل ترتبط أساسا بالضجة التي انفجرت فجأة في الأوساط الترجية، حيث انطلقت الشرارة الأولى من رياض بنور لتمتد الى جماهير الأحمر والأصفر وانتقلت عدواها كذلك الى بعض الوجوه الاعلامية التي أعلنت الحزن التام ورفعت الرايات السوداء بعد أن أصبح وجودها صوريّا رغم كل ما حبرته أو اجتهدت في تقديمه تلفزيا واذاعيا نصرة للقضية..
واذا ما كنّا نعذر لأحباء الترجي كما هو شأن أي ناد كان في العالم عدم قبول الهزيمة خصوصا في مثل هذا المنعرج من الرهان،فان ما شهدته صفحات التواصل الاجتماعي وكذلك البرامج الرياضية يتحمل مسؤوليتها بقسط كبير رياض بنور رئيس فرع كرة القدم في الترجي وهو الذي جيّش الجماهير وتلاعب بالكلمات ليفجّر سيلا من الاتهامات نحو الحكم مراد بن حمزة مما حوّل ملفه الى ما يشبه قضية للرأي العام..
بنور تكلّم على الهواء عبر التلفزة الوطنية وقال ان الحكم حرم الترجي من “7000 بينالتي”
وأضاف بأن نوايا بن حمزة مفضوحة اثر امعانه في توجيه الانذارات من الجانبين.. ولم يكتف مسؤول الترجي بهذا الكلام بل تحدّث فيما بعد عن ظلم صارخ “سمعته حيوط رادس” التي تكلّمت حسب زعم رياض بنور..
مثل هذا الكلام الشعبوي والمتجه نحو فئة معينة من الجماهير الرياضية لن يزيد حال كرتنا الا تعفنا وهي التي نهشت بالكامل وباتت في حالة موت اكلينيكي.. هنا نذكّر أننا تحدّثنا في الجمهورية قبل دربي الاياب في البطولة عن هرسلة مفضوحة من بنور لفرض الحضور الجماهيري،وها أن صنيعه يتكرّر مساء أمس حين قال انه من حسن الحظ أن ملعب رادس لم يكن محتشدا بالجماهير، وكفّ بعدها عن الكلام ليترك الباب مفتوحا على جميع التأويلات في جواب الشرط عن الفرضية التي أثارها…
كل هذه الهرسلة والتصريحات المتناثرة على قارعة البطولة تتطلب من “عقلاء الترجي” أن يتدخلوا لانهاء “وان مان شو مايد اين بنور” يبدو أن عروضه مازالت متواصلة رغم كلّ السقطات التي ارتكبها صديقنا مرارا.
من حق هذا المسؤول أن يدافع عن حظوظ ناديه،ومن الواضح أن بن حمزة أخطأ مساء أمس وهذا ما تكفّلت بفضحه المافيولا ولو أنها قلّلت من حجم التأويلات التي تعددت بشكل نصب لذاك الحكم عديد المشانق.. ولكن أن تتم الهرسلة بمثل تلك الشاكلة المفضوحة فان الأمر مرفوض يا بنور.. لأن حسابه سيكون من مشمولات الادارة الوطنية للتحكيم ومعها جامعة الكرة ولن يكون عبر محاكمة شعبية كما خطّطت للأمر.
تبعات كلام مسؤول الترجي تجلّت بشكل واضح في التدوينات المنزّلة على صفحات الترجي عبر موقع الفايسبوك والتي بلغت حد الوعيد والتهديد لمراد بن حمزة بعد الاطلاع على مقر سكناه، واضافة الى ذلك كيلت له كل أنواع الشتائم وما كان هذا ليحصل لو التزمت ادارة الترجي بقدر من الهدوء والرصانة حتى لا تفتك ناصية الغضب بالجماهير أو ببعض اللاعبين كمعز بن شريفية الذي التمس من “الجهات العليا” التدخّل لاعادة اللقاء..
مواجهة رادس دخلت طي التاريخ،وانتهت بفوز مستحق للنادي الصفاقسي الذي أطرب جميع منافسيه كرويا،وقبل أن تشتغل الآلة الدعائية على أخطاء تحكيمية تضرّر منها الترجي كما انتفع سابقا،فلا بد من العمل على مراجعة عدة نقائص في نسخة الكنزاري التي تلعب بلا روح ومازالت ترتهن الى بعض الانجازات الفردية ليوسف البلايلي مقابل تضخم الثغرات من الدفاع الى وسط الميدان، وحتى يعود الترجي قويا،مهابا وصلبا.. فان المطلوب هو العمل وعدم التركيز على جوانب شكلية لن تغطي حتما ما بالبيت الترجي من وهن تبدو آوان ترميمه مطلبا ملحّا قبل الرقص مع كبار القارة السمراء.
انهزمت نيجيريا وخسرت نهائي كأس القارة ضد الكاميرون سنة ألفين بضربة جزاء تجاوزت الخط النهائي ولم يحتسبها مراد الدعمي.. ومع ذلك مرت الحادثة بسلام.. وتضررت انقلترا في المونديال الفارط ضد ألمانيا بالغاء هدف شرعي لفرانك لامبارد من قبل حكم استرالي، كما تسبّب الحكم الايطالي روزيتي في اقصاء المكسيك ضد الأرجنتين في النسخة ذاتها من كأس العالم..ومع ذلك لم تثر الهفوات بمثل ما اندلع في تونس مساء أمس حتى خلنا أن “حمزة قتل” بعد أن تكلّمت جدران ملعب رادس …
فقط حتى لا ننسى ودون الخوض في تفاصيل مملّة لدى القراء،لا بد من تذكير مسؤول الترجي والاتحاد الافريقي في الأن نفسه بأن مردود الحكم الغيني الذي أدار مواجهة الترجي وبجاية منذ أسبوعين سكب حبرا بلا حدود الى درجة خروج رشيد رجراج المدير الرياضي للفريق الجزائري لاتهام الترجيين علنا بارشاء الحكم ديارا، لذلك جاءت أغلب الردود التونسية ساخرة من هذا التعليق.. وهذا ما تناساه -على ما يبدو- رياض بنور عشية أمس في لحظات تخمر زائدة عن اللزوم…
طارق العصادي